كامل كزبر: علينا أن ننسى الخلافات التي طالما فرقتنا
نواب وفعاليات مدينة صيدا
الإخوة في بلدية صيدا
الإخوة في ادارة الكوارث والأزمات
المجتمع المدني في مدينة صيدا بكل اطيافه
الأجهزة الأمنية في مدينة صيدا
السلام عليكم جميعا ورحمه الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد
أود أن أتوجه إليكم بأسمى آيات الشكر والامتنان على الجهود الجبارة التي بذلتموها خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، ووقوفكم المشرف إلى جانب أهلنا النازحين من الجنوب اللبناني لقد كان عملكم المتواصل والدؤوب في تقديم الدعم والمساعدة لهم نموذجًا حيًا للتعاون والتضامن في الأوقات الصعبة.
إنكم من خلال جهودكم المخلصة والمستمرة، ساهمتم في تخفيف معاناة الكثيرين، وكنتم دائمًا في الصفوف الأمامية لتوفير كل ما يحتاجه أهلنا في هذه الأوقات العصيبة.
أيها الأحبة، في هذه اللحظات العصيبة التي مر بها وطننا الحبيب لبنان، أظهرت الحرب الأخيرة على لبنان ما هو أعظم من المحنة، أظهرت وحدة اللبنانيين وتلاحمهم، حيث تضافرت الجهود من كل الطوائف والمناطق، ووقف الجميع جنبًا إلى جنب في مواجهة التحديات إن عدونا لم يميز بيننا، ولم يفرق بين مسلم ومسيحي، بين شمال وجنوب، بين بيروت والجبل لقد كان هدفه واحدًا، وهو إلحاق الأذى بكل لبنان. لكننا، كلبنانيين، أظهرنا أن ما يميزنا هو وحدتنا وتكاتفنا في أصعب الظروف.
إن هذه الحرب، رغم مرارتها، قد علمتنا درسًا بالغ الأهمية: أن خلافاتنا لا يجب أن تحول دون وحدتنا الوطنية، وأنه يمكننا، بل يجب علينا، أن نتحول من هذه المحنة إلى منحة. فلنحول ألمنا إلى قوة، وصراعنا إلى فرصة للتصحيح والتغيير، ولنبني مستقبلاً أفضل لأجيالنا القادمة، بعيدًا عن الانقسامات والاختلافات.
اليوم، علينا أن ننسى الخلافات التي طالما فرقتنا، وأن نتصالح مع أخطاء الماضي من أجل لبنان المستقبل، حيث نعيش معًا بسلام ووئام. إن التلاحم الذي شهدناه في هذه المحنة يجب أن يكون دافعًا لنا للعمل معًا من أجل بناء وطن أقوى وأكثر استقرارًا.
علينا أن نتذكر دائمًا أن لبنان بقوته في وحدته، ولن نتغلب على تحدياتنا إلا بتعاون الجميع في سبيل مصلحة هذا الوطن الحبيب.
نسأل الله أن يمنح لبنان الأمن والأمان، وأن يغفر للشهداء ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمنح الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
ولتكن المصائب والمحن والحروب دروسا عميقة للجميع في تجنب اخطاء الماضي والعمل معا من اجل غد اكثر استقرارا وازدهارا.
دامت صيدا وأهلها بألف خير، ودامت جهودكم المباركة.
مع خالص التحية والتقدير.
كامل كزبر / لندن