صيدا سيتي

مطاع مجذوب: تعزية من القلب لعموم أهالي صيدا وآل البساط الكرام بوفاة فقيدهم وفقيد صيدا الحاج يوسف البساط ابن البلد الحاج أبو محمد

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الإثنين 27 تشرين ثاني 2023 - [ عدد المشاهدة: 1750 ]
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload
مطاع مجذوب: تعزية من القلب لعموم أهالي صيدا وآل البساط الكرام بوفاة فقيدهم وفقيد صيدا الحاج يوسف البساط ابن البلد الحاج أبو محمد

ترجل ذلك الفارس عن صهوة فرسه ولكن لا يزال الناس يرونه وكأنّه لا زال مرفوع الهامةِ موجوداً بينهم. ولا زال أصدقاؤه ومحبوه والطالبون لزيارته يستمرون بزيارته كعادتهم صباح كل يوم اثنين للقياه بلقيا أولاده، كما كان - رحمه الله - مواظباً على القدوم من بيروت إلى مكتبه ليلقى أحبَّته باشّاً مبتسماً بضحكته المحببة إلى القلب، مرحِّباً بهم وهو يقدم لهم الشراب الطبيعي، شراب الكركديه اللذيذ، ويستمع إليهم.

وكان إذا التقى شخصاً للمرة الأولى يسأله عن عائلته، ويبدأ - وبمتعة كبيرة - يسلسل عائلته من جهة أبيه وأمه إلى الأجداد، ما يدل على ما لديه من المخزون الهائل في ذاكرته لأدق تفاصيل الأسماء، حتى إنه يذكِّر من نسي قدامى أقربائه بهم. وما يُدهش الجميع في هذه الذاكرة الحديدية هو حفظ تسلسل الأسماء. باختصار؛ كان يختزن تاريخ عائلات صيدا وبعض جوارها في ذاكرته، كان سجلَّ تاريخٍ متحرك، وقد قل وجود مثل هؤلاء الرجال.

أذكر أن أهل البلد الذين تود رؤيتهم لطِيب معشرِهم وعمق نُضجهم تجدهم عند الحاج يوسف البساط والذي كان يسعد بلقياهم.

الحاج يوسف أبو محمد أعطى للحديث الشريف «الحسنة بعشر أمثالها» معنىً عملياً بكل ما لهذا الحديث من معنى، فقد قَرَنَ القول بالعمل، وقِلَّة من يقومون بذلك.

خلال عملي خلال من عام ١٩٩٣ إلى يوم سفري عام ٢٠١٩ كنت أتردد على الحاج يوسف، رحمه الله، إما لزيارته للاطمئنان عليه وسؤال خاطره، وإما لطلب مساعدةٍ لحالة ماسة، وكنت ألاحظ كيف يتعامل الحاج يوسف مع طالبي الحاجة، فهو لم يكن يردُّ أحدا، فأسأل نفسي كيف أن هذا الرجل حرص على تطبيق ما آمن به من أنَّ الحسنة بعشر أمثالها تطبيقاً عملياً. لقد أعطانا الحاج يوسف مثلاً نراه بأم أعيننا كيف أن الذي يعطي يجزيه الله في رزقه وأولاده وذريته.

رأيت أناساً كثيرين عند تبرعهم وهم عند خروجهم من المساجد يتعمَّدون إخراج ما في حوزتهم من مال ليتبرعوا بأصغر ورقه مالية لديهم، ويقولون اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى! لست أدري كيف يتصدَّق الرجل بأقل ما عنده من مال ويسال الله العلي العظيم أن يمنَّ عليه بنعيم أعلى مراتب الجنة؟

اللهم يا رحمن يا رحيم، يا ذا الفضل العظيم، إني أسألك أن تجازي الحاج يوسف البساط الفردوس الأعلى وأن تلهم أولاده الذين تربَّوا على يديه إكمال مسيرة أبيهم لما فيه خيره وخيرهم فيفوزوا بما يحبون وبما تُحب لهم وتَرضى.

أخوكم 

مطاع أحمد مجذوب


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981005023
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة