العدوان الإسرائيلي على غزة يوجّه الاستثمارات الخليجية نحو أفريقيا

تتوسع دول الخليج في استكشاف فرص الاستثمار في القارة الأفريقية، في توجه اقتصادي خارج المسار التقليدي للدول الخليجية، خاصة مع تزايد المخاطر الجيوساسية بالمنطقة مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة والحاجة إلى توسيع الأسواق وزيادة النفوذ الاقتصادي.

فقد أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الجمعة الماضية، مشروعات وبرامج إنمائية بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى 10 سنوات، خلال افتتاحه أعمال القمة السعودية - الأفريقية في الرياض.

وقال إن المملكة قدمت أكثر من 45 مليار دولار لدعم المشاريع التنموية والإنسانية في 54 دولة أفريقية، مشيراً إلى حرص السعودية على دعم حلول مبتكرة لمعالجة الديون الأفريقية، وتأكيدها حق الدول في تنمية مواردها وقدراتها الذاتية.

وتمتلك قطر استثمارات ضخمة في أفريقيا في العديد من القطاعات الحيوية. ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية في أفريقيا، وفقاً لمجلة "أفريقيا 2050"، نحو 13.5 مليار دولار.

اقتصاد دولي

التحديثات الحية

الاجتماعات السنوية بمراكش: كلام كثير وأفعال قليلة لاقتصادات أفريقيا

وكان وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي سلطان الجابر قد أعلن عن خطط لاستثمار مبلغ 4.5 مليارات دولار في مجال الطاقة المتجددة بالقارة الأفريقية، خلال كلمته بأعمال قمة المناخ الأفريقية في 9 سبتمبر/ أيلول الماضي.

ورغم كونها مصدرا رئيسا للمواد الخام الداخلة بصناعة محطات الطاقة الشمسية والرياح والطاقة النووية، إلا أن أفريقيا تعاني من شح استثمارات الطاقة المتجددة بوجه عام.

وفي السياق، يشير الخبير الاقتصادي نهاد إسماعيل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن أفريقيا بحاجة لاستثمارات في قطاعات البنية التحتية والتصنيع والتقنية والطاقة، لا سيما الطاقة النظيفة والمتجددة، وتعد ساحة خصبة للاستثمار الأجنبي، ولذا فالاهتمام الخليجي بأفريقيا يزداد يوما بعد يوم.

وأفريقيا مرشحة لأن تكون سوقا كبيرة ومتطورة وجاذبة للاستثمار، ويتوقع إسماعيل زيادة الاستثمارات في هذه السوق، خاصة بمجالات الطاقة الأحفورية والنظيفة، وهي استثمارات لا تدر أرباحا سريعة، لكنها مجدية اقتصاديا على المدى البعيد، وبالتالي فهي تلعب دورا استراتيجيا في المنافسة الاقتصادية المتصاعدة على أفريقيا.

ويشير الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن الجدوى الاقتصادية من مشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا كبيرة، في ظل محدودية الاستثمارات الأجنبية فيها، والتي لا تمثل سوى 1 في المائة فقط من استثمارات الطاقة النظيفة حول العالم، ولذا تعتبر فرصة استثمارية واعدة.