العدوان على غزة يرفع استخدام الإنترنت %15

1697897265513995600
مئات الشهداء والجرحى في مجزرة للاحتلال استهدفت المستشفى المعمداني في غزة - (وكالات)

مع تعمق جراح غزة في ظل العدوان الهمجي الذي تشنه آلة الحرب الصهيونية على القطاع منذ أكثر من أسبوعين لا ينفك كثير من الأردنيين عن متابعة مجريات الأحداث أولا بأول عبر الإنترنت.

اضافة اعلان


وكشفت مصادر متطابقة في قطاع الاتصالات أمس أن استخدام الأردنيين اليومي للإنترنت زاد بنسبة 15 % مقارنة بالأيام الأخرى.


وبينت المصادر أن الزيادة جاءت نتيجة ارتفاع النشاط في الاستخدام والبقاء لفترات أطول على الشبكة ولساعات أطول من ساعات الاستخدام في الأيام التي سبقت الحرب.


وأرجعت المصادر الزيادة إلى الظروف الصعبة والحرب على قطاع غزة والضفة الغربية والتي راح ضحيتها أكثر من 4300 (70 % منهم من النساء والأطفال) فقد كانت شبكة الإنترنت وسيلة أساسية لمتابعة الأحداث في القطاع وفي ابداء المشاعر والتضامن مع الأهل في غزة وخصوصا بعد قصف المستشفى المعمداني، واستخدام الإنترنت كوسيلة من المستخدمين في الأردن لمواجهة آلة الحرب والدعاية الرقمية التي تقودها شركات ومنصات التواصل الاجتماعي العالمية وتساند آلة الحرب الإسرائيلية. 


وأكدت المصادر ذاتها أن استخدام الإنترنت خلال الفترة الماضية تركز كثيرا في زيادة استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل وزيادة متابعة وتصفح المواقع الاخبارية، واستخدام وسائل الدفع المختلفة وخصوصا التبرع لأهل غزة، فضلا عن زيادات كبيرة وتركيز في تناقل ومشاهدة المحتوى الفيديوي على وجه الخصوص لا سيما تلك الفيديوهات المتعلقة بآثار الحرب في غزة ومظاهر التضامن والمناصرة للأهل في فلسطين من كافة الدول العربية والأردن. 


يأتي ذلك في وقت تظهر فيه الأرقام الرسمية أن عدد مستخدمي الإنترنت في الأردن يتجاوز الـ 11 مليون مستخدم، فيما يقدر عدد اشتراكات الخدمة الخلوية بنحو 7.8 مليون اشتراك معظمها تستخدم هواتف ذكية متصلة بشبكة الإنترنت. 


وقدمت شركات الاتصالات الرئيسية الثلاث العاملة في السوق المحلية لكافة مشتركيها من أصحاب خطوط الفواتير، الأفراد والشركات وأصحاب الخطوط المدفوعة مسبقاً 1000 دقيقة اتصال مجانية للاتصال مع فلسطين، ولتمكين زبائنها من البقاء على تواصل دائم مع الأهل الذين يعانون ظروفا صعبة جراء العدوان الغاشم على غزة والضفة الغربية. 


وتشكل خدمات الإنترنت والبيانات اليوم أكثر من 50 % من إيرادات شركات الاتصالات، التي تقدم الخدمة بعدة تقنيات سلكية (مثل الفايبر) ولاسلكية (مثل الانترنت المتنقل عبر شبكات الجيل الثالث والرابع والخامس).


ويرى الخبير في مجال الاتصالات والتقنية وصفي الصفدي بأنه غالبا ما ينمو استخدام الإنترنت في البلدان المحيطة أثناء فترات الأزمات السياسية والحروب لستة أسباب رئيسية أهمها (التضامن والوعي)، مبينا أن الناس في البلدان المجاورة لمنطقة الحرب يشعرون بالتضامن مع المتضررين بشكل مباشر من النزاع، وبالتبعية يستخدمون الإنترنت للبقاء على اطلاع بالوضع وللتعبير عن دعمهم.


وقال الصفدي إن من أهم اسباب زيادة استخدام الإنترنت في هذه الفترات هو (مشاركة المعلومات)، موضحا بأن الإنترنت يوفر منصات لتبادل المعلومات حول الاحتجاجات والمسيرات والأحداث المتعلقة بالحرب كما وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات عبر الإنترنت دورا حاسما في تنظيم هذه الأنشطة والترويج لها.


وأكد أن استخدام الإنترنت يزيد بسبب (المناصرة والنشاط) حيث يستفيد النشطاء ومجموعات المناصرة في البلدان المجاورة من الإنترنت لرفع مستوى الوعي حول الحرب والدعوة إلى إجراءات أو سياسات محددة، وقد يستخدمون الحملات ووسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت لحشد الدعم.


وأكد أهمية الإنترنت في حالات الحروب للبقاء على (الاتصال والتنسيق)، حيث تتيح شبكة الإنترنت التواصل والتنسيق الفعالين للاطمئنان على بعضهم البعض محليا ودوليا، ولحشد الدعم مناصرة للأهل في غزة.


وأشار إلى أهمية استخدام الإنترنت في (الوصول إلى وسائل الإعلام الدولية)، حيث قد يعتمد الأشخاص في الأردن والدول المجاورة على وسائل الإعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي للحصول على منظور أوسع حول الحرب، ورصد المواقف الدولية حيال العدوان على غزة. 


وأكد أهمية الإنترنت كوسيلة ( للتعبير عن الرأي ) والتضامن ونشر الوعي وتسهيل التنسيق والتواصل، مما يجعله أداة أساسية لأولئك الذين يرغبون في دعم الأشقاء في غزة. 


وشهدت فترة الأسبوعين الماضيين تحيزا واضحا من قبل منصات التواصل الاجتماعي العالمية لصالح الجانب الإسرائيلي، ما استدعى زيادة في النشر والتركيز على دعم المحتوى الفلسطيني ولكشف زيف الرواية الإسرائيلية.


من جانبه، قال مدير البرامج والمشاريع في جمعية " إنتاج" زياد المصري إن "خدمات الانترنت لم تعد من الكماليات في حياة الناس في جميع أنحاء العالم، فقد أصبحت توازي في أهميتها خدمات المياه والكهرباء".


ولفت إلى أن أهميتها تزداد في الظروف الصعبة والازمات والحروب مع حاجة الناس في مثل هذه الظروف للتواصل والبقاء على اتصال وخير دليل على ذلك أزمة كورونا التي زاد فيها استخدام الناس لشبكة الإنترنت.


وبين المصري أن انتشار الهواتف الذكية مع وجود شبكات الاتصالات المتنقلة عريضة النطاق والتي توصل خدمات الإنترنت بشكل متنقل للناس زادت من استخدام البيانات بشكل كبير، خصوصا مع وجود تطبيقات ذكية لا حصر لها أصبحت تسد حاجات متنوعة في كل تفاصيل الحياة اليومية.


وقال "من الملاحظ خلال الأسبوعين الماضيين زيادة استخدام الإنترنت في المملكة وفي جميع دول المنطقة وزيادة وقت البقاء على الشبكة عبر الإنترنت الثابت أو المتنقل، لسبب رئيسي هو " البقاء على اتصال وعلم بما يحدث في فلسطين وغزة على وجه الخصوص".


وبين أن أكثر الخدمات التي أقبل عليها الناس خلال الفترة الماضية: مواقع التواصل الاجتماعي رغم ما أبدته من تحيز للرواية الإسرائيلية وفرض قيود جديدة على المحتوى الفلسطيني ما دفع كثيرين إلى الانتقال واستخدام تطبيقات بديلة مثل التليغرام والسيغنال وغيرها، كما زاد الإقبال على المواقع الأخبارية ومصادر الأخبار الرقمية، ونشاط كبير شهدته تطبيقات التراسل وخصوصا الواتساب في تناقل ومشاركة الفيديوهات وروبط الأخبار والمحتوى الذي يخص غزة. 

 

اقرأ المزيد : 

الاحتلال يوقف خدمة الإنترنت عن قطاع غزة اعتباراً من منتصف الليلة