صيدا سيتي

التوجيه الأكاديمي في لبنان ودور المدارس في خيارات الطلاب المستقبلية مبادىء التلقين (9) - ما هو "الرمز/الـ Token" في ChatGPT؟ سعيد فؤاد ميقاتي في ذمة الله خليل علي داغر (ساجد) في ذمة الله مبادىء التلقين (8) - ماذا تعني "عملية تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي"؟ الحاج يونس أحمد شريتح (أبو أحمد) في ذمة الله الحاجة زينب أحمد الترك (أرملة صلاح الدين جرادي) في ذمة الله خليل المتبولي: صيدا تستحق النظام… والفوضى ليست خيارًا ماذا يفعل الفتى الصغير كريم الرواس في محلة القياعة؟ تهجم وتطاول على شرطة ورئاسة البلدية في صيدا مبادىء التلقين (7) - ما المقصود بالنموذج (model) في الذكاء الاصطناعي؟ خليل المتبولي: عودة وسام سعد… حين يستعيد أبو طلال عرشه في النقد الكاريكاتوري الساخر مبادىء التلقين (6) - ما المجالات التي يُبدع فيها ChatGPT؟ مبادىء التلقين (5) - لماذا تُعدّ جودة التلقين (Prompt) أمرًا أساسيًا؟ مبادىء التلقين (4) - ما المقصود بكلمة “Prompt”؟ مؤسسة رجب وسهام الجبيلي تطلق منحة دراسية سنوية في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) مبادىء التلقين (3) - ماذا يحدث عندما تتحدث مع ChatGPT؟ صيدا… مدينة تجمع الأزمنة وتوسّع أفق المتوسط جوعان وما بدك تدفع كتير؟ مطعم ريماس بلش بالديليفري مبادىء التلقين (2) - من أين يتعلم ChatGPT؟

خليل المتبولي : إلى روح الشاعر سميح القاسم

صيداويات - الأحد 20 آب 2023 - [ عدد المشاهدة: 2129 ]

بقلم : خليل ابراهيم المتبولي 

حمل الشاعر الثوري آلته الموسيقية ، وراح يعزف أغاني الدروب لأنتيجونا ابنة أوديب الملك المنكوب مع أطفال 48 المنحدرين من جيل المأساة في القرن العشرين ، هؤلاء الأطفال غرباء واقفون على بوابة الدموع والذئاب الحمر تعوي عليهم من وراء القضبان ، بينما المطر والفولاذ يتساقطان على رؤوسهم كحجارة من سجّيل ، حتى أصبحوا مرثيّةً قديمةً تُرَتّلُ يوم الأحد في بابل ... 

من بعيدٍ ، رأى الشاعر دخانَ البراكين تتصاعد من مفكرة أيوب الذي قُتل في المنفى ، وكان قد كتب له مزامير الطفل الذي ضحك لأمّه المقتولة وهو يصرخ " الموت يشتهيني ميتًا " ، مع أصواتٍ من مدنٍ بعيدة تعلن ثورة مغنّي الربابة على سطحٍ من الطين ، يردّد مع القديسات الخمس التعاويذ المضادة للطائرات .  جلس مع أفكارٍ ازدحمت بدون ترتيب في انتظار طائر الرعد الآتي من مدينة إرم المسكونة بالخطيئة والوثن والتي تبحث عن الجنّة مع أبطال الراية الذين يحملون بطاقاتٍ إلى ميادين المعركة ، طائرالرعد المجهول الذي تجاوز وتناسخ مع أبناء الحرب كلمةَ الصعود إلى القمة. 

ترك الشاعر آلته الموسيقية مكرهًا ، وبقي في أرضه المحتلّة رغم أنف المحتلين ، وراح يصرخ تقدّموا تقدّموا أيها الحراس أراه حيًا واقتلوني تقدّموا تقدّموا كل سماء فوقكم جهنم ، وكل أرض تحتكم جهنم تقدّموا تقدّموا ، خذلتنى الصحاري ... 

صار الجواد جامحًا ، وصار اليد التي ظلّت تقاوم بالقلم والفكر ، دمه على كفّه ، انتفض وراح يلقي خطابًا في سوق البطالة ، وعلى قلعة الأمبراطور أعلنها حوارية العار ، ولفلسطينية في صوفيا راسلها وأخبرها عن البيت الحزين ، وعن القمر المغدور ، وعن سقوط الأقنعة ليلة ما حدث في الخامس من حزيران ، ووعدها بأنّ وطن العجائب السبعين سيرث جيادًا نفّاثة تنطلق نحو الإسكندرون في رحلة الداخل والخارج ، رحلة السراديب الموحشة التي ستخيف أطفال رفح وشمس أريحا ... 

بقي الشاعر وحيدًا في ليلة رأس السنة ، وما تلاها من أشهر ، إلى يوم التاسع عشر من شهر آب من عام 2014 ، حيث أصبح ضميرَ المتكلم الذي التحم بالفعل الماضي الناقص ، وأصبح الموتَ في الوعي الكامل، نظم البيت الأخير في القصيدة ، وطوى آخرَ صفحة من دفاتره ، وذهب إلى منفاه الأبدي والأزلي وهو يردد "منتصب القامة أمشي ، مرفوع الهامة أمشي ... نحو قبري ..."


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير وبرمجة: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 1009741219
الموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه.
موقع صيداويات © 2025 جميع الحقوق محفوظة