صيدا سيتي

الشهاب و(الوهم) فلسفة!

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الإثنين 10 كانون ثاني 2022
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

ألا قاتل الله الوهم (اللهم اكشف عن بصائرنا ستار الأوهام حتى نرى الحقائق كما هي كيلاً نضَّل ونشقى)!..

الوهم طوراً يكون مرآة المزعجات، ومجلى المفزعات، وطوراً يكون ممثلاً للمسرَّات (حاكياً للمنعشات) وهو في جميع أطواره حجاب الحقيقة، وغشاء على عين البصيرة لكن له سلطان على الإرادة، وحكم على العزيمة، فهو مجلبة الشر، ومنفاة الخير؟ الوهم يمثل الضعيف قوياً، والقريب بعيداً، والمأمن من مخافة، والموئل مهلكاً؟ الوهم يذهل الواهم عن نفسه، ويصرفه عن حسّه، يخيل الموجود معدوماً، والمعدوم موجوداً؟ الوهم في كون غير موجود، وعالم غير مشهود، يخبط فيه خبط المصروع، لا يدري ماذا أدركه، وماذا تركه؟ الوهم روح خبيث، يلابس النفس الإنسانية وهي في ظلام الجهل؟

و إذا خفيت الحقائق، تحكمت الأوهام، وتسلطَّت على الإرادات، فتقود الواهمين إلى بيداء الضلالة فيخبطون في مجاهل لا يهتدون إلى سبيل، ولا يستقيمون على طرق؟

نعم! لقد بليت بلادنا في هذا الزمن من تفريق الكلمة وإختلاف الأهواء فإنتهز السياسيون فيها تلك الفرصة وبسطوا سلطتهم على الشعب وأثاروا فيه خواطر الأوهام؟ وكانت ألفاظهم على طرف اللسان لا تحكي عن (عقيدة في الوطنية)؟؟؟

وزاد الوهم قوة ما نصبوه من حبائل الحيلة والمكر حتى خلوا قلوب اللبنانيين المساكين وأذهلوهم عمّا في أيديهم بل أخذوهم عن عقولهم وخطرات قلوبهم فسلبوا أموالهم في المصارف وانتزعوا منهم حقوقهم وأجلوهم عنها فاستغنى السياسيون بما سلبوا وأثروا بما نهبوا وترفهوا بما ملكوا؟

وقوى الشعب متوزعة على الوهم؟ ضعيفةٌ واهنةٌ لا تستطيع ذوداً ولا دفاعاً؟ رغم أن أخف حركة شعبية قد توجب زعزعة في القوى السياسية و أو هدمها بالمرة وتجعل السياسيين في رجفة وفي خيفة من تمزقهم وضياعهم؟

و مع هذا كله نرى الأمر لا يزال خفيّاً على اللبنانيين محجوباً عنهم بحجاب الوهم؟ يمثل الوهم لكل لبناني وهماً وريبة بدون تحقيق لما يتخوف منه: (يرتعد أو يسقط أو يتوقف أو يسجن.. و يدين بتهمة ما ولا احد يسأل عنه)؟ ويضّل بذلك عن الجادة وتشبه عليه مسالك الوصول إلى الغاية لتصادفه مهلكة في ضلاله؟ ومتلفة في غيَّه؟

الوهم يجسَّم المخافة؟ ويكبح العزيمة؟ ولا نخطىء إذا قلنا إن هذا الوهم لا يزال (متسلطاً على اللبنانيين)؟ وحتى إذا ما أحس السياسيون بضعف قوتهم فيجتهدون دائماً في ستره ولا ستار أكثف من الوهم؟ ولهذا نراهم يجلبون أنفسهم على الصحف والتلفزيون.. ليثيروا بالضوضاء هواجس الأوهام فتحّول أنظار الناظرين وتفشى بصائر المستبصرين وتحول بذلك دون إستطلاع الحقيقة؟

وبهذا يستغلوا الشعب شيئاً فشيئاً؟ و لم يبقوا للشعب إلاَّ مضايق معيشية  كما هو حاصل اليوم في لبنان: الدواء الغير موجود ومخزون في المستودعات لرفع أسعاره؟ والمستشفيات تعلن أن ليس لديها أسِرة حاضرة وتنقصها المعدات الطبيّة و أنه يتوجب الحجز مسبقاً لغرف العناية الفائقة والدفع سلفاً؟ وفي الطبابة بدل المعاينة على قدر الثواني؟ وفي الصيدليات سر البورصة؟ والمواد الغذائية أهمها نادرة والماء والكهرباء و المحروقات و الغاز  (حدث ولا حرج)؟

و كل ذلك في قبضة مافيَّات ضعاف يسومون الشعب اللبناني عذاب الذل والهوان؟ ولو لمح اللبنانيون أنفسهم لمحة إعتبار وأدركوا ما أتاهم الرب من القوة ونظروا إلى ضعفهم لرأوا مؤل الخلاص بين أيديهم (حراكاً)! يصونهم الرب بحصن الحق! من كل طارقة وأماناً من كل غادرة.

المصدر | بقلم المربي الأستاذ منح شهاب - صيدا


 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 980952847
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة