صيدا سيتي

في يوم رحيل المعلم "خالد أبو علفا" - الحياة .. حتى الرمق الأخير | بقلم محمود السروجي

صيداويات (أخبار صيدا والجوار) - الجمعة 19 تشرين ثاني 2021
X
الإرسال لصديق:
إسم المُرسِل:

بريد المُرسَل إليه:


reload

بقلم: الأستاذ محمود السروجي

سيكون لنا من اسمك ، تاريخك وذكراك .. الصفة والموصوف " خالد".

بعد محاولات عديدة لعقد لقاء معه .. أنجز هذا اللقاء على إيقاع صحته ونبض قلبه وقدرته على الحوار والتذكر . ولم نكن نعلم أن هذا اللقاء هو لقاء الوداع.

كنا ثلاثة : الراحل الكريم ، السيدة بهية الحريري وكاتب السطور .. كان المرض قد أنهك جسده ولكنه لم ينل من ذاكرته المتوقدة والمتدفقة أبداً .. كنا الثلاثة نجلس على شرفة منزله لتنتقل هذه الجلسة الى شرفة الذكريات ليفتح الراحل العزيز خزائن عمره وما زخر في قلبه وعقله من تجارب وخبرات ليأخذنا معه في زورق الذكريات فوق نهر غزير المياه عميق المجرى.

عن العائلة الأولى تحدث .. عن الأب الذي كان للعائلة القدوة والمثل الأعلى ، عن الأخوة المثقفين ، عن الأهل والأبناء ، عن الأصدقاء ، عن التربية والتعليم ، عن أصالته وتجدده في آن معاً ، عن مبادراته في التأليف والكتابة بطريقة علمية موضوعية ورصينة .. تحدث عن شؤون المعلم والطالب .. فكانت المؤلفات العديدة ، وكانت مجلة الثقافة ، وكانت مجلدات التسهيل ، وكان وكان .. فهو المتعدد والمتجدد ، فهو الكثير في واحد .. كنا نصغي ، السيدة بهية وأنا ، وكنا نطلب المزيد من هذا النسيج من الذكريات ، فكان حيناً يأخذنا الى المنبع وأحياناً يتجه بنا الى المصب .. فكنا نشهد على مقدار عشقه للحياة والعمل ، فكان كأنه يعيش لدنياه أبداً ، بل شعرنا أنه سيحيا حياته حتى آخر قطرة من عمره.

خالد أبو علفا .. أيها العَلم في دنيا العلم والمعرفة .. أيها المعلم ، عرفتك وأنا تلميذك فتعلمت منك الكثير والجيد ، كما واكبتك وأنا زميل لك فأضفت لي الكثير الكثير .. عايشتك صديقاً وفياً مترعاً بفيض من الخبرات والتجارب والقيم . وهنا أذكر جلستنا الأخيرة في دار السلام ضمن نشاطات " صيدا في الذاكرة " لتصبح أنت في ذاكرة هذه المدينة ، وبل وذاكرة لبنان.

خالد أبو علفا ، أيها المعلم ، ستفتقدك المكتبة العربية والتربية على وجه الخصوص .. سيفتقدك المعلم حين يبحث عن البوصلة العريقة والعصرية في العلوم الاجتماعية وموادها ، في التاريخ والجغرافيا .. سيفتقدك المجتمع الصيداوي واللبناني كمعلم وعلم من أعلامه.

أما نحن الأصدقاء ، فسنظل الأوفياء لسيرتك ومسيرتك وسيكون لنا من اسمك وتاريخك وذكراك الصفة والموصوف " خالد".

أيها الراحل المقيم في شرايين هذه المدينة .. نقف بكل الخشوع والتقدير أمام تاريخك الناصع .. لقد كنت محارباً قوياً وشجاعاً وأنت في هزيع عمرك الأخير ، أمام مرض لئيم نال منك في النهاية.

كل ذلك مشفوع بفيض من الرحمة لروحك مقدمين التعزية الصادقة والحارة لأبناء بررة لك وللعائلة الكريمة.

فكل العزاء للأحباء : الأستاذ وليد ، الدكتور علي ، الدكتور عامر ، والدكتور غسان.

رحمك الله أيها المعلم.

Posted by ‎صيدا سيتي Saida City‎ on Friday, November 19, 2021

 
design رئيس التحرير: إبراهيم الخطيب 9613988416
تطوير و برمجة:: شركة التكنولوجيا المفتوحة
مشاهدات الزوار 981182653
لموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. من حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد معزواً إليه. موقع صيداويات © 2024 جميع الحقوق محفوظة