اشترِك في نشرتنا الإخبارية
علاقة رومانسية غير مألوفة بين صيّاد وطير حمام (صور وفيديو)
13-07-2021 | 15:02
المصدر: صيدا- "النّهار"
أحمد منتش
كان عبارة عن كتلة صغيرة من اللحم الطري من دون وبر أو ريش، لا يتجاوز عمره ثلاثة أسابيع، عندما تبناه أحد صيادي وبائعي الأسماك في صيدا علي بوجي، واظب على رعايته وكأنّه أحد أفراد عائلته، كان يسقيه الماء من فمه ويمده بالطعام والفيتامينات بواسطة حقنه في إبرة، وعندما كبر ونما ريشه حفظ طير الحمام صديقه وكلّ الأشياء التي تخصه ثيابه وسيارته وكلّ الأماكن التي كان يتواجد أو يتنقل فيها، منزله في صيدا ومكان عمله كمنقذ بحري في شاطئ ومسبح الهافانا في الرميلة، ويقول بوجي إنّ "بعد انجاز عملي صباحاً في بيع الأسماك في صيدا كنت أصطحب معي في السيارة فرخ الحمام إلى شاطئ الرميلة وكنت أضعه في كرتونة غير مغلقة وأحرص على إطعامه وسقيه الماء من فمي، وعندما نما ريشه تعود على ملازمتي وملاحقتي كيفما تحركت أو تواجدت على الشاطئ أو داخل مياه البحر، أو في أي مكان آخر".
ويُضيف: "منذ أن كان فرخاً كان حراً طليقاً ولا يزال ومهما غاب عن نظري أجده فجأة يحط على كتفي أو فوق رأسي حتى عندما أكون داخل مياه البحر بعيداً عن الشاطئ يحلق فوق رؤوس الذين يمارسون السباحة وعندما يشاهدني ببصره الحاد وذكائه الخارق يحط فوق رأسي، حتى إنّه بات يعرف موعد انتهاء عملي ومغادرتي للشاطئ من خلال توضيب أغراضي وحمل شنطتي، يسارع في الطيران مغادراً الشاطئ لأجده بعد وقت قصير ينتظرني على سقف سيارتي وبمجرد أنّ أفتح له الباب الخلفي يدخل وحده إلى السيارة، كما يفعل تماماً عند لحظة الخروج منها".
تبادل القبلات
لا تتوقف علاقة بوجي مع صديقه طير الحمام على تقرب الأخير مع مربيه وملازمته وإنّما تتعدّى هذه العلاقة التي يمكن وصفها بالرومانسية والحميمية إلى تبادل القبلات، يمد بوجي يده للطير فيسارع للوقوف عليها وبمجرد أنّ يضع بوجي يده أمام وجهه ويفتح شفتيه أو يحركها يدخل طير الحمام منقاره في فم بوجي ويدغدغه مطلقاً صوتاً عذباً يسمّى أو يعرف بالهديل.
ويؤكّد بوجي تعلّقه بالحيوان، خصوصاً "السلاحف البحرية والكلاب حتّى لو كانت شاردة، ليضيف مؤخراً عليهم هواية تربية الحمام، تلك المخلوقات التي يعتبرها وفية وصادقة ومخلصة وذكيّة جداً لا سيما إذا أحسنا تربيتها ورعايتها، ومن دون أدنى شك ينطبق هذا الأمر على أطفالنا وأولادنا".
