محمد دهشة

مبادرات الخير تكسر الجوع والفقر في رمضان

إفطار ساخن لعابري السبيل في صيدا

17 نيسان 2021

02 : 00

كشك الخير عند ساحة النجمة في صيدا

تبلسم المبادرات الخيرية أنين الجوع والفقر في شهر رمضان المبارك، تتنوّع اشكالها في ظلّ غياب الافطارات الجماعية هذا العام بسبب جائحة "كورونا"، وقد استبدلت بإعداد وجبات ساخنة وايصالها الى منازل العائلات الفقيرة والمتعفّفة، لكن واحدة منها خرقت المألوف.

على قارعة الطريق عند ساحة النجمة قرب مدخل بلدية صيدا، يقف "كشك الخير" غروب كل يوم في الشهر الفضيل ليقدّم وجبات ساخنة لعابري السبيل وسائقي سيارات الأجرة "التاكسي"، والذين تأخّروا عن الوصول الى منازلهم، في خطوة هي الاولى من نوعها في المدينة، وتأتي استكمالاً لعشرات المبادرات الفردية والجماعية ومن المؤسسات الاهلية لسدّ رمق العائلات الفقيرة والمتعفّفة مع الازمة الاقتصادية والمعيشية والغلاء، ارتباطاً بسعر صرف الدولار الاميركي.

"مبادرة الخير" التي حملت عنوان "لنكون عوناً لبعض" اطلقتها مفوضية الجنوب في "كشافة لبنان المستقبل" بإشراف القائد مصطفى حبلي، وجمعية "سنابل البشرى" برئاسة مي الزعتري، وتقوم على تقديم افطار ساخن لعابري السبيل تحديداً وهو مكوّن من الشوربة والتمر والمياه، ويقول حبلي لـ"نداء الوطن": "إنّ الفكرة انطلقت من كون بعض الصائمين لا يستطيعون الوصول الى منازلهم في وقت الافطار بسبب ظروف العمل او الانتقال من مكان الى آخر، فجرى تنفيذها في قلب المدينة الاكثر حركة وحيوية في ساحة النجمة كي يستفيد هؤلاء من الافطار الساخن"، موضحاً "انها المرة الاولى لمثل هذه المبادرة، وتقوم على تبرّعات الأيادي البيض وجهود المتطوعين وتشمل نحو 60 وجبة يومية، واحياناً يستفيد منها الجيران في المنطقة وبعض الفقراء الذين يقصدون المكان".

بينما تؤكد الزعتري لـ"نداء الوطن" أنّ تقديمات الجمعية لا تتوقف عند هذه المبادرة على اهميتها، اذ تنفذ مشروع وجبة افطار صائم طيلة شهر رمضان، لأحياء صيدا القديمة وتشمل المسنين المقعدين والارامل واصحاب الامراض المزمنة، اضافة الى السلة الرمضانية وقد جرى توزيع 150 حصة غذائية تشمل طبخات يومية للعائلات المتعففة والمعيلين، لنصل في ختام الشهر الفضيل الى المشروع الرابع "عيديات العيد" لـ15 عائلة من صيدا القديمة سوف يتم تسليمها مبلغاً مالياً، لندخل فرحة وبهجة العيد على العائلات المتعففة.

وتشتهر مدينة صيدا بالتكافل الاجتماعي ويرتفع منسوبه في شهر رمضان كل عام، فتنطلق المبادرات الفردية والجماعية، وتوزّع عادة الحصص الغذائية وتقدّم الوجبات الساخنة. داخل أحياء صيدا القديمة، ينهمك متطوعو "جمعية الكشاف المسلم" في تنفيذ مشروع وجبات ساخنة باشراف الشيف شريف كالو وبمساعدة عشرات المتطوّعين، توزّع كل يوم على نحو مئتي عائلة فقيرة، ويقول قائد الجمعية في صيدا رامي بشاشة لـ"نداء الوطن" إنّ "الوجبات تختلف بين يوم وآخر، أحياناً "يخاني" وأحياناً "نواشف"، ونبلغ المستفيدين منها قبل يوم وننسّق مع باقي الجمعيات التي تعنى بالافطارات كي لا تصل الى العائلة نفسها في ذات اليوم مرتين"، موضحاً: "اننا نقسم الوجبات الى نوعين، دائمة وتشمل نحو 50 عائلة تحت خطّ الفقر والباقي 150 دورية ونستهدف بها العائلات في صيدا القديمة، التعمير، الفيلات، سيروب، القياعة وحي غسان حمود"، مؤكداً "اننا للعام الثاني على التوالي نقوم بسحور الخير، ويقوم على توزيع البان واجبان وزيتون وخبز وبعض الخضار في اربعة ايام في الاسبوع، ونغطّي فيه صيدا القديمة فقط ويشمل 2000 عائلة تقريباً.

وتقول المتطوعة مريم طيبا (15 عاماً): "فرحتي كبيرة وأنا اقدّم المساعدة للناس المحتاجة لانها تدعو لنا من كل قلبها، وهذا يكفي في ظل الغلاء والجشع وارتفاع الاسعار حيث لا تجد عائلات كثيرة ما تقتات به"، بينما تقول روان إنّ "المشروع يحقّق نجاحاً نظراً لحاجة الناس والفضل لجهود المتطوعين والايادي البيض لأنّ يداً واحدة لا تصفّق، وهو يستهدف الاكثر فقراً من الارامل والايتام والمطلّقات وكبار السنّ والعاطلين عن العمل"، مشيرة الى أنّ "بعض الناس يخجلون والبعض الآخر ينتظرها كغيث من السماء".