محمد دهشة

الغلاء يشطب الحلويات عن جدول الصائمين في رمضان

16 نيسان 2021

02 : 00

حلويات رمضانية

شطبت عائلات صيداوية كثيرة شراء الحلويات بمختلف انواعها من جدول يومياتها في شهر رمضان المبارك، بعدما شكّلت على مرّ السنوات الماضية علامة فارقة في صومها، بسبب الغلاء الذي طالها، فيما تجهد بالبحث عن لقمة عيشها وما يسدّ رمق جوعها، في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي حولت الغالبية عائلات تحت خط الفقر المدقع.

وصيدا التي اكتسبت بجدارة لقب "مدينة رمضانية بامتياز"، تفقد هذا العام كثيراً من طقوسها وعاداتها وتقاليدها. حضرت الزينة بشكل خجول في الشوارع الرئيسية والأحياء الشعبية وداخل حارات صيدا القديمة وأزقّتها، وحرم الغلاء وارتفاع الاسعار الكثير من العائلات من شراء متطلبات الشهر الفضيل، بدءاً من اللحوم والدواجن مروراً بالتمر وشراب التمر هندي والجلاب وعرق السوس وصولاً الى الحلويات، حيث باتت تقتصر على الاغنياء والميسورين فقط.

ويقول صاحب محل حلويات في صيدا ابراهيم قبلاوي لـ"نداء الوطن": "إنّ حركة البيع تراجعت كثيراً نظراً لارتفاع الاسعار ارتباطاً بالدولار، اذ نشتري مواد صناعتها بالدولار مثل الفستق الحلبي (10 دولارات) والكاجو (3 دولارات ونصف) والقشطة (3 دولارات) وسواها، فيما ارتفع سعر كيس السكر الى 440 الف ليرة لبنانية، والناس باتت تبحث عن لقمة عيشها بعدما تخلت عن كل الكماليات والحلويات في ايام العسر وشظف العيش".

وتختلف اسعار الحلويات الرمضانية بين محل وآخر، ويباع كيلو المدلوقة بـ 50 الف ليرة، كما حال معمول المدّ بالقشطة والعثملية وحلاوة الرز، بينما حلاوة الجبن بـ 60 الف ليرة، والقطايف التي تعتبر أميرة الحلوى وارخصها بـ 10 آلاف، ولكنها تحتاج الى الجبن او القشطة او الجوز وهي غير مستطاعة.

ويقول محمد شعار الذي كان يشتري الحلوى لـ"نداء الوطن": "إنّ رمضان لا يحلو الا بحلوياته، ومهما كانت الظروف صعبة أحرص على شرائها، ولكنني اعتمدت خطة تقشف تقوم على شراء صنف واحد وبكمية أقلّ ممّا كنت عليه في السابق، والهدف عدم حرمان عائلتي من الحلوى الرمضانية المميّزة وخاصة المدلوقة، وإدخال الفرحة الى قلوب اولادي ومساعدتهم على تحمل الصيام في ساعات النهار لانها تمدّ الجسد بالطاقة والنشاط"، بينما يؤكد حسين النعماني "أنّ حلويات رمضان شطبت عن جدول ايامي، بالكاد اوفر لقمة العيش في ظلّ الغلاء وارتفاع الاسعار، لقد باتت للاغنياء فقط".

في المقابل، عمدت بعض العائلات المستورة الى صناعة الحلويات البيتية ومن حواضر البيت، كي تحافظ على نكهة رمضان، وتقول الحاجة فاطمة حبال: "انني أُعِدّ القطايف في المنزل فهي رخيصة ويمكن تحمّل نفقاتها"، قبل أن تضيف بحسرة "لا استطيع شراء اي نوع من الحلويات من المحال بسبب ارتفاع اسعارها، لقد مضى زمن الحلويات الجاهزة".

فيما يعمد آخرون الى شراء الحلويات عن بعض العربات الجوالة في شوارع المدينة لأنّ اسعارها ما دون النصف، وإن كانت نوعيتها اقلّ جودة من المحال ولكنّها "تفي بالغرض" كما يقول محمد حنقير "لتغيير طعم الفم في رمضان وخاصة للعائلات الكبيرة التي ليس بمقدورها تأمين الطعام والشراب قبل التفكير بالحلويات".