المصدر/ الشيخ يوسف المسلماني - بيت الأسرى - أحرار أنصار / عتليت:
كالرصاص يجب ان تنطلق الحقيقة من افواه من يجرؤن على مصارحة الشعب بها ، أيا كان وقعها او الصدمة التي تحدثها . ذلك اننا منذ بداية حركتنا الشفافة الصادقة والمتواضعة على البوح بها بلا تردد او مواربة او مساومة، لان الشعب هو اولى بمعرفتها كاملة وليكن ما يكون .
تتقاطع المعلومات وتدل عليها بوضوح متغيرات جسيمة قادمة علينا في منطقتنا وعلى رأسها لبنان . فالتحضير والاستعداد لإعادة ترتيب اوضاع المنطقةقد نضج.
فالمد الايراني قد بدأ يعاني حركة جزر وتراجع تسير بخط انحداري نحو الانكفاء.
والمصالحة الاميركية - الروسية الجديدة قد أتمت استعدادها لإعادة ترتيب منطقتنا العربية .
فبعد استخلاص الموصل من قبضة ( داعش ) و مراوحة الحرب السورية مكانها دون اي تسوية في المدى القريب . لم يعد امام حزب الله سوى سبيل واحد : العودة الى لبنان .
هنا ... تقرع اسرائيل طبول الحرب عند حدودنا الجنوبية في الوقت الذي تزمع فيه قوات الفصل الدولية ( اليونيفل ) الرحيل . وهنا ايضا علينا ان نأخذ على محمل الجد التهديدات الاسرائيلية بسحق لبنان .
حيال هذه المخاطر ماذا ستفعل الطبقة الحاكمة عندنا ؟؟؟
لم تعد هناك من مخاطر جدية للاقتتال المذهبي عندنا . فأهل الحكم متفاهمون تماما فيما بينهم ولا خلاف جدي بين اطراف السلطة . فالتشنج المبتزل العابر سرعان ما يزول لان منطق الصفقات و المحاصصات وتبادل المكاسب والارباح هو الذي يحكم هذه التجاذبات .
فلا انتخابات بالافق بالوقت المنظور . ولا قانون للانتخابات ، لا اكثري ولا مختلط ولا نسبي . والمجلس النيابي سيد نفسه المزعوم ذاهب الى التمديد .
ان جبل الضجيج والنقاشات المالية المحتدمة قد ولد فأرا هزيلا هو السلسلة الجديدة للرواتب التي قضمت غالبية المطالب المحقة .
إن وضعا اجتماعيا اقتصاديا وتضخما ماليا لا مثيل له قادم علينا . فالفئات الشعبية الاكثر حرمانا وتعاسة الى مزيد من الفقر والعوز والبطالة في ظل تسيب الامن والانحراف الاخلاقي بأسوأ تعبيراته المخجلة. فالكساد والعجز وتفاقم الدين العام وافتضاح خفايا الصفقات المالية و سيطرة الرشوة و الفساد هو المصير المفجع الذي ترك فيها اللبنانيون وفي جملتهم مدينتنا المنكوبة بأبنائهاالذين ما زالوا يقبعون في السجون دون محاكمات حاسمة و نهائية .
اننا إذ نرفع الصوت عاليا ، نحذر بحزم و اصرار من الهوة التي ستبتلعنا جميعا ، فلننظم صفوفنا ونعد العدة لمواجهة هذا المخاض العسير .